سورة لقمان - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (لقمان)


        


قوله: {الم. تِلْكَ ءَايَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ} فيه أربعة أوجه
أحدها: المحكم أَحكمت آياته بالحلال والحرام والأحكام. قاله يحيى بن سلام.
الثاني: المتقن لا يأيته الباطل من بين يديه ولا من خلفه وهو قريب من المعنى الأول، قاله ابن شجرة.
الثالث: البين أنه من عند الله، قاله الضحاك.
الرابع: أنه يظهر من الحكمة بنفسه كما يظهره الحكيم بقوله، قاله ابن عيسى.
قوله تعالى: {هُدًى} فيه وجهان:
أحدهما: هدى من الضلالة، قاله الشعبي.
الثاني: هدى إلى الجنة، قاله يحيى بن آدم.
{وَرَحْمَةً} فيه وجهان
أحدهما: أن القرآن رحمة من العذاب لما في من الزجر عن استحقاقه وهو وجهان:
أحدهما: أنه خرج مخرج النعت بأنه هدى ورحمة.
الثاني: أنه خرج مخرج المدح بأن فيه هدى ورحمة.
{لِلْمُحْسِنِينَ} وفي الإحسان ثلاثة أوجه
أحدها: أنه الإيمان الذي يحسن به إلى نفسه، قاله ابن شجرة.
الثاني: أنه الصلة والصلاة، قاله الحسن.
الثالث: ما روى عمر بن الخطاب قال: بينما أنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أتاه رجل فقال: يا رسول الله ما الإحسان؟ قال: «أًن تَخْشَى اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِن لَّمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ. وَتُحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحبُ لِنَفْسِكَ» قال: فإذا فعلت ذلك فأنا محسن؟ قال: «نعم» قال الرجل: صدقت. ثم انطلق الرجل فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «عَلَيَّ بِالرَّجُلِ». فطلبناه فلم نقدر عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُ أَكْبَرُ ذَلِكَ جِبْرِيلُ عَلَيِهِ السَّلاَمُ أَرَادَ أَنْ يُعَلِّمَكُم أَمُورَ دِينِكُم».
قوله تعالى: {أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِن رَّبِّهِم} فيه ثلاثة أوجه
أحدها: على نور من ربهم، قاله ابن عباس.
الثاني: على بينة، قاله ابن جبير.
الثالث: على بيان، قاله يحيى بن سلام.
{وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} فيه أربعة أوجه
أحدها: بمعنى السعداء، قاله يحيى بن سلام.
الثاني: المنجحون، قاله ابن شجرة.
الثالث: الناجحون، قاله النقاش.
الرابع: أنهم الذين أدركوا ما طلبوا ونجوا من شر ما منه هربواْ، قاله ابن عباس.


قوله تعالى: {وَمِن النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} فيه سبعة تأويلات
أحدها: شراء المغنيات لرواية القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ يَحِلُّ بَيْعُ الْمُغنِيَاتِ وَلاَ شِرَاؤُهُنَّ وَلاَ التِّجَارَةُ فِيهِنَّ وَلاَ أَثْمَانُهُنَّ وَفِيهِنَّ أنزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ}».
الثاني: الغناء، قاله ابن مسعود وابن عباس وعكرمة وابن جبير وقتادة
الثالث: أنه الطبل، قاله عبد الكريم، والمزمار، قاله ابن زخر.
الرابع: أنه الباطل، قاله عطاء.
الخامس: أنه الشرك بالله، قاله الضحاك وابن زيد.
السادس: ما ألهى عن الله سبحانه، قال الحسن.
السابع: أنه الجدال في الدين والخوض في الباطل، قاله سهل بن عبد الله.
ويحتمل إن لم يثبت فيه نص تأويلاً ثامناً: أنه السحر والقمار والكهانة.
وفيمن نزلت قولان:
أحدهما: أنها نزلت في النضر بن الحارث كان يجلس بمكة فإذا قالت قريش إن محمداً قال كذا وكذا ضحك منه وحدثهم بحديث رستم واسفنديار ويقول لهم إن حديثي أحسن من قرآن محمد، حكاه الفراء والكلبي.
الثاني: أنها نزلت في رجل من قريش اشترى جارية مغنية فشغل بها الناس عن اتباع النبي صلى الله عليه وسلم، حكاه ابن عيسى.
{لِيُضِلَّ عَن سَبيلِ اللَّهِ بِغَيرِ عِلْمٍ} فيه وجهان
أحدهما: ليصد عن دين الله، قاله الطبري.
الثاني: ليمنع من قراءة القرآن، قاله ابن عباس.
{بِغَيرِ عِلْمٍ} يحتمل وجهين
أحدهما: بغير حجة.
الثاني: بغير رواية.
{وَيَتَّخِذُهَا هُزُواً} فيه وجهان
أحدهما: يتخذ سبيل الله هزواً يكذب بها، قاله قتادة. وسبيل الله دينه.
الثاني: يستهزئ بها، قاله الكلبي.
{وَأُوْلئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ} أي مذل.


قوله تعالى: {خَلَقَ السَّموَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا} فيه قولان
أحدهما: بعمد لا ترونها، قاله عكرمة ومجاهد.
الثاني: أنها خلقت بغير عمد، قاله الحسن وقتادة.
{وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ} أي جبالاً
{أَن تَمِيدَ بِكُمْ} أي لئلا تميد بكم وفيه وجهان
أحدهما: معناه أن لا تزول بكم، قاله النقاش.
الثاني: أن لا تتحرك بكم، قاله يحيى بن سلام. وقيل: إن الأرض كانت تتكفأ مثل السفينة فأرساها الله بالجبال وأنها تسعة عشر جبلاً تتشعب في الأرض حتى صارت لها أوتاداً فتثبتت وروى أبو الأشهب عن الحسن قال: لما خلق الله الأرض جعلت تميد فلما رأت الملائكة ما تفعل الأرض قالوا: ربنا هذه لا يقر لك على ظهرها خلق، فأصبح قد ربطها بالجبال فلما رأت الملائكة الذي أرسيت به الأرض عجبواْ فقالوا: يا ربنا هل خلقت خلقاً هو أشد من الجبال؟ قال: نَعَم الرِّيحُ قالوا: هل خلقت خلقاً هو أشد من الريح؟ قال: «نَعَمْ ابنُ آدَمَ».
{وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ} فيه ثلاثة أوجه
أحدها: وخلق فيها، قاله السدي.
الثاني: وبسط، قاله الكلبي.
الثالث: فرق فيها من كل دابة وهو الحيوان سُمِّيَ بذلك لدبيبه والدبيب الحركة.
{وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَآءِ مَآءً فَأنْبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ} فيه قولان
أحدهما: أنهم الناس هم نبات الأرض فمن دخل الجنة فهو كريم ومن دخل النار فهو لئيم، قاله الشعبي.
الثاني: أن نبات الأرض أشجارها وزرعها، والزوج هو النوع.
وفي الكريم ثلاثة أوجه:
أحدها: أنه الحسن، قاله قتادة.
الثاني: أنه الطيب الثمر، قاله ابن عيسى.
الثالث: أنه اليانع، قاله ابن كامل.
ويحتمل رابعاً: أن الكريم ما كثر ثمنه لنفاسة القدر.

1 | 2 | 3 | 4 | 5